-->
»نشرت فى : »بواسطة : »ليست هناك تعليقات

مباحث في الأنثروبولوجيا




الفهرس:
توطئة
المبحث الأول:حول تحديد مفهوم الأنثروبولوجيا
المبحث الثاني : التأصيل التاريخي لأنثروبولوجيا
المبحث الثالث : علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الإنسانية
المبحث الرابع: علاقة الأنثروبولوجيا ومعرفة العالم الأخر
المبحث الخامس: دور الأنثروبولوجيا في دراسة الأفكار
خاتمة
فصل : خلاصة كتاب قصة الأنثروبولوجيا - حسين فهيم -
المصادر والمراجع: بحث بيبوغرافي في الخزانة الجامعية" ابن طفيل"
_________________________________________________________________
توطئة:
   تعد الأنثروبولوجيا من أحدث الدراسات المعاصرة في العلوم الإنسانية، وتبنى وتتحرك على القواعد المعرفية والعلمية التي تقوم عليها العلوم الاجتماعية والبيولوجية مثل: العلوم الفيزيائية والطبيعية.
  وعندما نتحدث عن الأنثروبولوجيا نتحدث عن علم الإنسان  أي: هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة  البشر _الإنسان_ككل، والإنسان هنا هو المحرك والمحور الأساسي الذي يحدد موضعات هذا العلم بطرف النظر عن الزمان والمكان، فهو علم واسع يغطي سائر الجوانب في الدراسة ،وبذلك يظهر لوحة جمالية في دراسة الإنسان من كل جانب ،الثقافي، والحضاري، والاجتماعي، والفكري ، وكذا التفاعلات والعلاقات الإنسانية .
   فهو علم يتطور بتطور الإنسان وارتقاءه وسموه،فعندما يدرس الإنسان الإنسان كأنه يريد أن يكشف لك تميزه عن باقي المخلوقات الأخرى، فانه ذات واعية ومفكرة وتعي ذاتها وما يجول حولها ،ومما يميز هذا العلم عن العلوم الأخرى_ كالعلوم الطبيعية_ تداخل الذات والموضوع فالدارس وموضوع الدراسة هو الإنسان في آن واحد.
   فالأنثروبولوجيا،  إذن، لها ارتباطاً وثيق بالمجتمع الإنساني الذي توجد فيه، حيث تعكس بنيته الأساسية والقيم السائدة فيه.
المبحث الاول
حول تحديد مفهوم الأنثروبولوجيا
       يمكن تعريف الأنثروبولوجيا من خلال دلالتين:  
  الدليل اللفظي : أنثروبولوجيا :هي كلمة إنكليزية مشتقة من أصل إغريقي أو يوناني المكون من شقين:
 معناه الإنسان.Anthropols انثروبوس _
 معناه علم أو دراسة أو موضوع. Locos لوجوس_
                                             إذن ، فلفظ أنثروبولوجيا تعني علم الإنسان أي : العلم الذي يدرس الإنسان.
الدليل المعنوي:
    يختلف تعريف الأنثروبولوجيا المعنوي باختلاف المرجعيات الثقافية للباحثين الأنثروبولوجيين،
التعريف الأول:
يستخدم كمفهوم عام ليشمل كافة النواحي الاجتماعية و الثقافية للإنسان، أي: دراسة الإنسان ككل  ،و دراسة إنتاجه عبر التاريخ من ثقافة و تقاليد و عادات و معتقدات.
 ومن أهم تلك التعاريف مايلي:
1_ عرفه العالم الأمريكي فرانزبوأس: بأنه علم يدرس الإنسان باعتباره كائنا اجتماعيا حيث تتم دراسة ظواهر الحياة الاجتماعية والإنسانية دون تحديد زماني أو مكاني.
2_ عرفه لينتون :علم يدرس أعمال الإنسان  وسلوكه.
3_العلم الذي يدرس الإنسان طبيعيا واجتماعيا وحضاريا أي: أنه علم لا يدرس الإنسان ككائن وحيد بذاته أو منعزل عن أبناء جنسه إنما يدرسه بوصفه كائنا اجتماعيا بطبعه يحيا في مجتمع معين له مميزاته الخاصة في مكان وزمان معينين.
4_العلم الذي يهتم بدراسة تاريخ المجتمعات الإنسانية.
5_ دراسة الجماعات البشرية وسلوكها وإنتاجها.
6_دراسة الحضارات والمجتمعات البشرية .
7_ دراسة الإنسان من حيث هو كائن طبيعي وحضاري.
8_ علم يدرس مجموع التخصصات التي تدرس النواحي الاجتماعية والثقافية لحياة الإنسان.
 9_  علم الذي يدرس السلوك الاجتماعي الذي يتخذ في العادة شكل نظم اجتماعية كالعائلة ، ونسق القرابة ، التنظيم السياسي والإجراءات القانونية ، والعبادات الدينية وغيرها.
L’histoire naturelle de l’homme10_ علم يدرس التاريخ الطبيعي للإنسان
11_ يدرس نواحي النوع الإنساني وكل الظاهرات من حيث تعلقها بالإنسان.
التعريف الثاني:
يطلق على ما هو عضوي أو حيوي في الإنسان.
 ومن أهم ذلك:
1_ العلم الذي يدرس الإنسان من حيث هو كائن عضوي حي يعيش في مجتمع تسوده نظم وانساق اجتماعية.
2_ العلم الذي يدرس الإنسان كمخلوق ينتمي إلى العالم الحيواني .
3_ عرفه ماجريت: دراسة خصائص الإنسان البيولوجية والثقافية للجنس البشري عبر الأزمان وفي مختلف المناطق.
    إذن، من خلال هذه التعاريف يمكن أن نقول بأن الأنثروبولوجيا علم يدرس الإنسان دراسة شمولية كلية في سائر الجوانب البيولوجية والاجتماعية والحضارية والاقتصادية ......الخ
   وعليه نستنتج أن علم الإنسان _الأنثروبولوجية_ له خصائص ومميزات، من ذلك:
1-  النظرة الشمولية في دراسة الإنسان حيث يهتم بكل شئ له صلة بالإنسان سواء جانبه البيولوجي المادي أو المعنوي الثقافي أو بالنسبة لماضيه أو حاضره.
2- الاتجاه الكلي التكاملي فعلماء الأنثروبولوجيا يهتمون بدراسة ثقافة المجتمع ككل متكامل أي الربط بين الجانب المادي و المعنوي لما يدور في الحياة اليومية.
3- استخدام المنهج المقارن فالباحث في علم الإنسان يركز اهتمامه على المقارنة ين الثقافات عبر الأزمان و الأماكن و ذلك للوقوف على العموميات و التعرف على المجالات التي تختلف و تتنوع فيها الثقافات الإنسانية والتي تتشابه فيها.
4- أن الإنسان هو الدارس وموضوع الدراسة.
5- يكشف لك تميز الإنسان عن باقي المخلوقات[ العقل والوعي والحرية والإرادة...] .
المبحث الثاني
 التأصيل التاريخي لأنثروبولوجيا
    يمكن تأصيل تاريخ الأنثروبولوجيا من جانبين: 
جانب المصطلح: نقول بان رواخ عالم النفس الألماني أول من استخدم مصطلح أنثروبولوجيا عام 1841م ،كمفهوم فلسفي يتصل بدراسة النفس الإنسانية ،ثم نتقل هذا المصطلح في التركيز على دراسة علم البشرية.
جانب العلم: أجمع علماء الأنثروبولوجيا بأن جميع مراحل التاريخية [العصر القديم والعصر الوسيط  عصر النهضة الأوروبية وعصر التنوير ] لم تخلو من إرهاصات الفكر الأنثروبولوجيا  نتيجة حضارات إنسانية.
   لذلك، نجد أن جذور و بواكير علم الأثروبولوجيا يرجع  إلى العصور القديمة الذي كان يمثلها آنذاك أبو الأنثروبولوجيا هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد الذي صور أحلام الشعوب وعاداتهم، وتقاليدهم، والتنوع من حيث الدين واللغة والثقافة، وكذا أرسطو: الذي وضع بعض أوليات الفكر التطوري للكائنات الحية والنظم الاجتماعية .
  وكذا العصور الوسطى التي كانت فيها حروب ورحلات تجارية  وكتابات مثل: كتاب البيروني عن الهند و المعاجم الجغرافية التي وضعها الرحالة المقدسي و ابن بطوطة و المسعودي و كتابات ابن خلدون عن العمران البشري فقد سجل بعض طبائع البشر في المجتمعات العمرانية المختلفة، و ربط بين طبيعة الإنسان و طبيعة العمران البشري ( المكان و المناخ).
  وأن الأصول النظرية الأولى لعلم الانثروبولوجيا  كما وكيفا ظهرت  في القرن التاسع عشر مع عصر النهضة الأوروبية، وتتجلى في كتابات العديد من  الفلاسفة والباحثين والمؤرخين مثل: جان جاك:  ابرز الترابط الوظيفي بين القوانين والعادات والتقاليد  في كافة النواحي الطبيعية والثقافية .
   وكذا  روسو : فقد حاول أن يخرج ببعض الأفكار النظرية في فهم مسار التاريخ الإنساني ككل من خلال مقارنته الشعوب الأوروبية مع الشعوب المستكشفة حديثاً ، باعتماده على المواد الإثنوغرافية المجمعة. 
   وأما علم الانثروبولوجيا كعلم مستقل عن العلوم الاجتماعية والفلسفية  وكتخصص يعد من العلوم المعاصرة التي ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر ما إذا قارناها مع العلوم الأخرى كعلم الفلك والطب .... ومن تم بدأ يتطور شيئا فشيئا  حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم ، فعمره يقرب قرن وربع.
  ومن عباقرة العلوم الأنثربولوجيا في الغرب نجد:[ البروفسورآدم كوبر_ تالكوت بارسونز_ برجس_ وأميل دور كايم].ومن العرب نجد :[ قيس النوري_ شاكر مصطفى سليم –علي وردي]، وأول أستاذ عين لها في جامعة أوكسفورد هو السرأدوردتايلور1884م.

  إذن، السياق  التاريخي الذي أنتج العلوم الأنثروبولوجية ،أو العوامل و الحركات التاريخية التي أسهمت في ظهور علم الأنثربولوجيا هي:

 _ الرحلات الكبيرة والاكتشافات الجغرافية التي قام بها الرحالة المشهورين سواء كانت في الشرق أو الغرب و قد امتدت من القرن الثالث حتى الخامس عشر الميلادي.
 _عصر الاكتشافات الجغرافية خلال القرنين الخامس عشر و السادس عشر الميلادي حيث لعبت هذه الاكتشافات دوراً كبيراً في تنمية الحس الأثنوغرافي الوصفي في الكتابة عن الشعوب أو الثقافات الغير أوربية.
_ ظهور الاتجاه العلمي في الغرب من القرن السابع عشر اثر بدرجات مختلفة في تشكيل الفكر الحديث.
_ الثورة التجارية لها دور بارز في اكتشاف الشعوب و التعرف عليها.
_ رسخت الثورة الصناعية مبادئ ومنطلقات الثورة العلمية والفكرية.
_أدت الديناميات الاقتصادية و القوى الاجتماعية الجديدة في أوربا إلى ظهور الحركات الاستعمارية خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، و ارتبط ذلك في رغبة الدول الاستعمارية في التعرف على الدول التي تستعمرها و على شعوبها.
_ تأثير المناخ الفكري العام والأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة خاصة في الغرب
_تطور في موضوعات مناهج العلوم خاصة العلوم الاجتماعية _تجميع المادة الأولوية بننفسه [العمل الميداني].
وعلى ذلك كله ، نستخلص أن تأصيل تاريخي الأنثروبولوجيا على الشكل التالي:
_  العصور القديمـة  [قبــل المــــــــــــــــــــــــــــيلاد]                                                                                                                        
  بواكير وجذور ة و إرهاصات الفكر                                                                         الأنثروبولوجي              

_ العصور الوسطــى  [ من القرن 4م إلى القرن14م ]                                                     
_ عصر النهضة وعصر التنويــر[من القرن 14م إلى القرن19م]           الأصول النظرية الأولى               لعلم الأنثروبولوجيا (كما وكيفا)  

استقلالية علم الأنثروبولوجيا كعلم وكتخصص   
 عن العلوم الاجتماعية والفلسفية [ منتصف القرن 19م].
   

المبحث الثالث
علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الانسانية
    تشكل الأنثروبولوجيا مع العلوم الإنسانية، منظومة من المعارف والموضوعات التي تدور حول كائن موضوع الدراسة، وهو الإنسان. ويأتي هذا التشابك (التكامل) بين هذه العلوم بالنظر إلى تلك الأطر المعرفية والمناهج التحليلية، التي تنظّم العلاقة المتبادلة والمتكاملة بين المجالات المعرفية المختلفة التي تسعى إليها هذه العلوم.
      لذلك يمكن أن نجمل علاقة الأنثروبولوجيا بالعلوم الإنسانية فيما يلي: 
° أن كلا منهما يدرس الإنسان بحيث هذا الأخير هو موضوع الدراسة وفي نفس الوقت الدارس[تداخل الذات والموضوع]. فمثلا علم النفس يدرس الإنسان من حيث السلوك فهو إذا علم السلوك، وعلم الاجتماع يدرس الإنسان من حيث كونه عضوا في المجتمع.. وهكذا ولكن كلا منها يدرس الإنسان من ناحية معينة.
°أن كلا منهما له صلة بالمجتمع.
°أن كلا منهما له صلة بالإنسان ككائن حضاري واجتماعي وطبيعي.
°أن كلا منهما له منهجية واحدة في البحث عن الظاهرة المدروسة [منهج كلي ومنهج المقارنة].
°أن كلا منهما يتطور بتطور الإنسان ونموه وارتقائه وإزهاره.
°أن كلا منهما يدرس الإنسان من حيث تطوره وسلوكه وأنماط حياته الفردي / الجماعي.
° اشتراكهما في كثير من المجالات الدراسة.....وهلم جرا.
المبحث الرابع
علاقة الأنثربولوجيا ومعرفة العالم الأخر
   قبل تحديد علاقة الأنثربولوجيا ومعرفة العالم الأخر نحدد أولا  ما هو هذا العالم الأخر، قد يقصد به الغير [الأخر] من بني الإنسان ،وقد يقصد به عالم الطبيعة من [جماد و جبال وتضاريس ومناخ... وحيوان].
  و مما هو معلوم _مما سبق_ أن علوم الأنثربولوجيا تدرس الحي الإنساني دراسة شمولية وكلية ومتكاملة لتشمل مسيرة تطوره [البيولوجي والاجتماعي ] من خلال الظروف المحيطة به زمانا ومكانا ،وهذه الشمولية لا تتم إلا بالاستعانة بالمعطيات العلوم[ العالم الأخر _الطبيعة_].
  لذلك يمكن أن نرصد علاقة الأنثربولوجيا  ومعرفة  بعض علوم _العالم الاخر_ في ما يلي:  
1-    الأنثربولوجيا والجيولوجيا : يتبادل هذا العلم مع الأنثروبولوجيا من خلال المعلومات التي تقدمها الدراسات الجيولوجية التاريخية عن الفترات الزمنية التي عاش بها كل نموذج من أفراد النوع البشري لتواجد بقاياه العظمية بين ثنايا القشرة الأرضية المنطبقة فوق بعضها حسب خاصية النشوء والتقادم لكل طبقة وبذلك تحدد الفترة الزمنية التي عاش بها ذلك الهيكل ومن دراسته مع الهياكل الحيوانية الأخرى التي يعثر عليها بنفس الطبقة يتم التعرف على بيئته ويمكن التعرف على الأحوال المناخية التي كانت سائدة.
2-    الانثربولوجيا والجغرافية الطبيعية: تستفيد الدراسات الأنثروبولوجية من المعطيات العلمية الجغرافية خاصة التضاريس والمياه وتوزيعهما ،وكذلك المناخ والبعد والقرب من خط الاستواء والارتفاع والانخفاض عن سطح البحر والقرب والبعد عن الشواطئ والقرب والبعد عن السلاسل الجبلية, لأنّ هذه العوامل تؤثر على الحياة الإنسانية في جوانبها العضوية والاجتماعية والثقافية إذ أنّ الأحوال المعيشية والبنى الاجتماعية متباينة في المجتمعات البشرية كتباين الظروف الجغرافية التي تعيش عليها, , كما أنّ الجغرافية تؤثر على حياة الإنسان لأنّها مصدر رزقه وبنفس الوقت تتحكم في تنقلاته وهذا يؤثر على ثقافته, وتتحكم في هجرته, كما يستعين علم الأنثروبولوجية بمعطيات علمي الحيوان والنبات وذلك من تتبع مواطنها جغرافياً فيستدل وجود حياة إنسانية هناك.
3-    الأنثروبولوجيا و الآثار : تستعين الدراسات الأنثروبولوجية الطبيعية منها والثقافية بالمعطيات العلمية لعلم الآثار من حيث الاستفادة من تحديد عمر اللقى العظمية والمادية التي يعثر عليها الآثاريون ،كما أنّه من خلال اللقى الأثرية كأدوات العمل أو الحلي أو أدوات الطبخ يتوصل الباحث إلى النمط المعيشي الذي كان يسود في هذا الموقع الأثري من خلال العامل الزمني إضافة إلى معرفة العناصر الثقافية التي كانت  تكون ثقافة الإنسان اليومية أو الروحية أو الثقافة الخارجية ومصدرها.
4-    الأنثروبولوجيا و الوراثة: للأنثروبولوجيا الطبيعية بالذات صلة مع علم الوراثة سواء كانت تتعقب تطورنا البدني أو عن طريق انتقال الصفات السلالية عند أفراد أنوع البشر, وعلاقة هذه الظاهرة ذات الطابع البايولوجي مع السلوك الفردي والإبداع الثقافي عند الإنسان.

  أما علاقة الأنثروبولوجيا بالعالم الأخر بمعنى الغير من بني الإنسان هي علاقة وطيدة إذ لم يكن   هذا الأخر لما كانت العلوم الأنثربولوجيا حيث هذه العلوم حائمة حوله_ الإنسان_.    

المبحث الخامس
دور الأنثربولوجيا في دراسة الأفكار
   الأفكار عبارة عن لغة  [الحروف والكلمات والجمل] والأفكار تكون تعبيرا عن ثقافة عن معتقد الذي ينتمي إليه الإنسان في أي زمان وأي مكان وذات طابع اجتماعي حيث لا يمكن دراسة قواعد اللغة ونحوها وتطورها إلا من خلال البيئة الاجتماعية للمجتمع البشري الذي يتكلمها, وبالتالي بها يمكننا معرفة مدى تقارب الشعوب عن بعضها أو مدى تباعدها تاريخياً, فالشعوب القائمة المتقاربة اللغات نحواً وصرفاً ونطق مخارج الحروف لا شك أنها من أصل بشري مشترك.
    إذن، فدور الأنثربولوجيا في دراسة  الأفكار تكمن في:
-         توضيح صلة القرابة أو البعد ما بين شعب وآخر من خلال الدراسة المقارنة التشريحية والتاريخية للغة /الأفكار كل منهما لهذا الغرض أنشأت أنثروبولوجيا خاصة بالدراسة الأفكار.
-         تشخيص الإنسان  ،من خلال دراسة الأفكار ،فكريا وعقديا وثقافيا وحضاريا وطبيعيا بمعنى فبدراسة الأفكار_ علم الإنسان_ نحدد ثقافته ومعتقده وانتماءه ولغته ومكانه وزمانه لذلك قالوا :" كلامك ترجمة عن أفكارك وأفكارك ترجمة عن شخصيتك".
-         وبالجملة البحث في ما يتصوره الناس عن طريق تفكيرهم وأسلوب إدراكهم للأشياء ، والمبادئ التي تكن خلف هذا التفكير والتصور، والوسيلة  التي يصلون بها إلى ذلك لأنه أصحاب المجتمع ،وبهذه الدراسة نعطي تصور جديد للثقافة باعتبار ذلك تأليف بما تحتويه من أفكار وأنماط سلوكية _خريطة معرفية وإدراكية _ ،وبدراسة الأفكار انطلاقا من علم الإنسان والذي هو جزء من ذلك العلم تستعمر دول العالم الثالث استعمارا غير مباشر.
خاتمة:
  هكذا نخلص أن الأنثروبولوجيا علم يدرس الإنسان في كل جوانبه _ البيولوجية والاجتماعية ،وأنه علم قديم منذ قدم الإنسان ،وله علاقة بمعرفة العالم الأخر التي لا يمكن أن تستغني عنه العلوم الأنثروبولوجيا إذ بدونه لا يكتمل ولا يستقيم.
فصل
خلاصة كتاب قصة الأنثروبولوجيا حسين فهيم
  بعد قراءة كتاب " قصة الأنثروبولوجيا "فصول في تاريخ علم الإنسان للدكتور "حسين فهيم " ، عالم المعرفة سلسلة كتب ثقافية شهرية ،الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب _ الكويت سنة 1978 ونشر سنة 1986_
    استخلصت أنه يحتوي على مقدمة وسبعة فصول وخاتمة،
الفصل الأول : في تعريف الأنثروبولوجيا وتأريخها.
الفصل الثاني: بواكير الفكر الأنثربولوجي.
الفصل الثالث : البدايات النظرية لعلم الإنسان .
الفصل الرابع : مرحلة النشأة الأكاديمية والتخصص المهني.
الفصل الخامس : الأنثروبولوجيا وعالم القرن العشرين.
الفصل السادس : الأنثروبولوجيا جديدة لعالم متغير.
الفصل السابع :  العالم الثالث والمسألة الأنثروبولوجية.
   استهل "حسين فهيم" كتابه " قصة الأنثروبولوجيا" بمقدمة تناول فيها المسار العام لعلم الأنثروبولوجيا ، وكيف أن الأنثروبولوجيا كفرع من فروع المعرفة، وأنها تطورت عبر عصور مختلفة.
ثم عرف الأنثروبولوجيا _ في الفصل الأول _:
° عند الأمريكيون: دراسة الجانب العضوي أو الحيوي للإنسان ( البيولوجي / الفيزيقي) ، ودراسة النواحي الاجتماعية والثقافية لحياة الإنسان.
° عند الفرنسيون: دراسة ثقافة الإنسان.
° عند الإنجليز: دراسة السلوك الاجتماعي للإنسان في شتى المجالات اليومية له.
    وذكر أن الأنثروبولوجيا تتميز بالنظرة الشمولية في دراسة الإنسان ،فتدرسه في سائر الجوانب في الحاضر والماضي وفي أي زمان وأي مكان.
    ثم انتقل إلى رصد مراحل نشأة العلوم الأنثروبولوجيا _ في الفصل الثاني والثالث والرابع _ منذ انطلاقتها من العصور القديمة ( أي قبل الميلاد) عند الإغريق واليونان مع هيرودوس وكارلوس ،ومرورا بالعصور الوسطى (4م _14م) مع المسعودي وابن بطوطة وابن خلدون، وعصر النهضة الأوربية وعصر التنوير التي تمت فيها بدايات الأصول النظرية لعلم الإنسان مع الفلاسفة والمؤرخيين والباحثين والمستكشفين مثل :جان جاك وروسو وكرستو فركولوميوس ، ووصولا إلى نشأته واستقلاله كعلم  وتخصص مهني في منتصف القرن التاسع عشر.
   وكذا تطوره في القرن العشرين _ الفصل الخامس _ بسبب  تأثير المناخ الفكري العام ،والأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة خاصة في الغرب ، وتطوره في موضوعات مناهج العلوم خاصة العلوم الاجتماعية.
   وبذلك ظهرت ثلاثة اتجاهات رئيسية
1)    الاتجاه التاريخي -التجزيني-: يدرس نظرية التاريخ الحضاري.
2)    الاتجاه البناني – الوظيفي - : يدرس الثقافات الإنسانية .
3)    الاتجاه التاريخي – النفسي- : المزج والمقارنة بين ما هو تاريخي وثقافي وسيكولوجي نفسي.
   ثم بين أن علم الإنسان يتطور وينمو بتطور الإنسان و تغير العالم ،  _الفصل السادس_ وبذلك ظهرت فروع أخرى لعلم الإنسان مثل:
° أنثروبولوجيا التطبيقية : النهوض والتقدم بالتنمية القومية.
° أنثروبولوجيا المعرفية في دراسة الثقافة: دراسة أفكار الناس وأسلوب إدراكهم.
   أما الفصل الأخير عالج المؤلف فيه مسألة الأنثروبولوجيا والعالم الثالث بأن هذا العالم يدرس عن طريق علم الإنسان  _ الاستعمار_ شعبا وثقافة وأفكارا .
   وختم كتابه بأن الأنثروبولوجيا تسعى إلى فهم الإنسان وثقافته في أي عصر الذي يوجد فيه، وطرح قضية الأنثروبولوجيا وعلم المستقبل بأن الأنثروبولوجيا تحديا للناس وحافز لهم ، ويشجعهم لتوجيه العلاقات .




المراجع
بحث بيبوغرافي في الخزانة الجامعية" ابن طفيل"
1_ علم الأنثربولوجيا الجنائي: الدكتور أكرم نشأت.
2_ الأنثروبولوجيا والإستعمار : الدكتور جيرار لكلرك و ترجمة جورج كتور.ة
3_ الأنثروبولوجيا والأنثروبولوجيا الثقافية: الدكتورة زهرة إبراهيم.
4_ محاضرات في أنثروبولوجيا التربية : الدكتور علي الحاجي.
5_ قصة الأنثروبولوجيا: الدكتور حسن فهيم.
6_ مدخل إلى علم الأنثربولوجيا :الدكتور عيسى الشماس.
7_ الأنثروبولوجيا (علم الإنسان): الدكتور سابا محمود وترجمة سهام عبد السلام.
8_ مقدمة في دراسة الأنثربولوجيا : الأستاذ محمد الجوهري وعلياء شكري.
9_ بحوث في الأنثروبولوجيا العربية : مركز البحوث والدراسات الاجتماعية القاهرة  من طرف مجموعة من الأساتذة الجامعات وتحرير ناهد صالح.
10_ الأنثربولوجيا الاجتماعية قضايا الموضوع والمنهج: محمد الجوهري و نخوي عبد الحميد وعلياء شكري وهدى الشناوي وسعاد عثمان.
11_ رسائل أنثروبولوجيا مجلة عالم الفكر.
12_ دراسات أنثروبولوجيا :دار المعارف القاهرة .أحمد مرسي
13_ مقدمة في الأنثربولوجيا العامة:  ترجمة محمد وهاري دار نهضة مصر للطبع والنشر القاهرة 1977. 

                          تم الانتهاء منه بعون الله وقوته يوم
                       السبت 23_03_2013

    اضف تعليقاً عبر:

  • blogger
  • disqus
design by : bloggerinarab, powered by : blogger
كافة الحقوق محفوظة لمدونة ثقف نفسك 2016 - 2017